الاتحاد الأوروبي يستعد للتفاوض مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية

الاتحاد الأوروبي يستعد للتفاوض مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية
الاتحاد الأوروبي- أرشيف

كشف تقرير لوكالة "بلومبرغ"، اليوم الخميس، عن استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم ورقة تفاوضية جديدة إلى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الأسبوع الجاري، تتضمن حزمة مقترحات تجارية تهدف إلى بدء مفاوضات شاملة من شأنها تهدئة التصعيد المتنامي في الحرب التجارية بين الجانبين.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن المقترحات لا تزال قيد التعديل، حيث تواصل المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية المسؤولة عن السياسات التجارية- مشاوراتها مع الدول الأعضاء لضمان توافق شامل قبل تسليم الورقة للجانب الأمريكي.

وتتضمن الورقة المقترحة خفض الحواجز الجمركية وغير الجمركية، وتشجيع الاستثمار الأوروبي في السوق الأمريكية، بالإضافة إلى اقتراحات تتعلق بالتعاون في ملفات دولية، وعلى رأسها معالجة فائض إنتاج الصلب في الصين. 

وعرض الاتحاد الأوروبي زيادة مشترياته من الغاز الطبيعي المسال والتكنولوجيا الأمريكية، في محاولة لكسب ود واشنطن وتخفيف الانتقادات المستمرة من قبل إدارة ترامب حول العجز التجاري الأمريكي مع الاتحاد.

تحذيرات أوروبية وتصعيد

ورغم هذه المبادرة، فإن الاتحاد الأوروبي لم يغلق الباب أمام الرد بالمثل، إذ أكد مصدر أوروبي أن بروكسل تعمل على تجهيز قوائم موسعة من السلع الأمريكية التي قد تخضع لرسوم انتقامية، في حال فشل التفاوض أو مضى ترامب في سياسات جمركية أكثر عدوانية، خاصة بعد فرضه رسوماً بنسبة 145% على الصادرات الصينية.

ويضع الاتحاد الأوروبي سيناريوهات طارئة تشمل التصعيد القانوني عبر منظمة التجارة العالمية، في وقت لم تُحرز فيه المحادثات الثنائية الأخيرة أي تقدم يُذكر، وفق تصريحات مسؤولين أوروبيين أشاروا إلى أن "العديد من الرسوم الأمريكية باقية ولن تُسحب بسهولة".

ويعود الخلاف التجاري إلى فرض إدارة ترامب، منذ ولايته الأولى، رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى التجهيز لإجراءات مضادة، قبل أن يتم تجميدها مؤقتًا لمدة 90 يومًا في سياق محاولة للتهدئة.

وبموازاة ذلك، خفضت الإدارة الأمريكية مؤخرًا "السعر التبادلي" على عدد من صادرات الاتحاد الأوروبي من 20% إلى 10%، فيما أشار ترامب إلى عزمه استهداف واردات السيارات وأشباه الموصلات والأدوية ضمن خططه التصعيدية المقبلة.

تقارب أوروبي آسيوي

ودفعت هذه التوترات التجارية الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف تنسيقه مع الصين، في محاولة لإنشاء جبهة اقتصادية مشتركة أمام السياسات الحمائية الأمريكية. 

وجاء ذلك في أعقاب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لعدة دول في جنوب شرق آسيا (آسيان) خلال الفترة بين 14 و18 أبريل، شملت فيتنام وماليزيا وكمبوديا، حيث ناقش الجانبان تعزيز التعاون الاستراتيجي والتجاري.

ويمثل كل من الصين والاتحاد الأوروبي ثاني وثالث أكبر اقتصادين عالميين، وتُشكل شراكتهما نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يبرز مدى أهمية أي اصطفاف اقتصادي محتمل في مواجهة الولايات المتحدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية